عـز الـورود وطـال فيـك أوام وأرقـت وحـدي والأنـام نـيـام |
ورد الجميع ومن سنـاك تـزودوا وطردت عن نبع السنـا وأقامـوا |
ومنعت حتى أن أحـوم ولـم أكـد وتقطعت نفسـي عليـك وحامـوا |
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقـت أبواب مدحـك فالحـروف عقـام |
أدنوا فأذكـر مـا جنيـت فأنثنـي خجـلا تضيـق بحملـي الأقـدام |
أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى جـل المقـام فـلا يطـال مـقـام |
وزري يكبلني ويخرسنـي الأسـى فيموت في طـرف اللسـان كـلام |
يممـت نحـوك يـا حبـيـب الله في شوق تقض مضاجعـي الآثـام |
أرجـو الوصـول فليـل عمـري غابـة أشواكـهـا الأوزار والآلام |
يا من ولـدت فأشرقـت بربوعنـا نفحات نـورك وانجلـى الإظـلام |
أأعود ظمئآنـا وغيـري يرتـوي أيرد عـن حـوض النبـي هيـام |
كيف الدخول إلى رحاب المصطفـى والنفس حيرى والذنـوب جسـام |
أو كلمـا حاولـت إلـمـام بــه أزف البـلاء فيصعـب الإلـمـام |
ماذا أقـول وألـف ألـف قصيـدة عصمـاء قبلـي سطـرت أقـلام |
مدحوك ما بلغـوا برغـم ولائهـم أسـوار مجـدك فالدنـو لـمـام |
ودنـوت مذهـولا أسيـرا لا أرى حيـران يلجـم شعـري الإحجـام |
وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر قـد عاقـه عمـن يحـب زحـام |
حتى وقفـت أمـام قبـرك باكيـا فتدفـق الإحـسـاس والإلـهـام |
وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى وطـوى الفـؤاد سكينـة وسـلام |
يا ملء روحي وهج حبك في دمـي قبس يضـيء سريرتـي وزمـام |
أنـت الحبيـب وأنـت مـن أروى لنـا حتـى أضـاء قلوبنالإسـلام |
حوربت لم تخضع ولم تخشى العدى من يحمه الرحمـن كيـف يضـام |
وملأت هذا الكون نـورا فاختفـت صور الظـلام وقوضـت أصنـام |
الحزن يملأ يـا حبيـب جوارحـي فالمسلمون عن الطريـق تعامـوا |
والـذل خيـم فالنفـوس كئيـبـة وعلـى الكبـار تطـاول الأقـزام |
الحزن أصبـح خبزنـا فمساؤنـا شجـن وطعـم صباحنـا أسقـام |
واليـأس ألقـى ظلـه بنفوسـنـا فكـأن وجـه النيـريـن ظــلام |
أنى اتجهت ففي العيـون غشـاوة وعلى القلوب مـن الظـلام ركـام |
الكـرب أرقنـا وسـهـد ليلـنـا من مهـده الأشـواك كيـف ينـام |
يا طيبة الخيـرات ذل المسلمـون ولا مجـيـر وضيـعـت أحــلام |
يغضون إن سلب الغريب ديارهـم وعلى القريب شذى التراب حـرام |
باتـوا أسـارى حيـرة وتمـزقـا فكأنهـم بيـن الــورى أغـنـام |
ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم لاغـرو ضـاع الحـزم والإقـدام |
يا هادي الثقلين هـل مـن دعـوة تدعـى بهـا يستيـقـظ الـنـوام |