منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع
اهلا وسهلا بكم .. نسعد لتواجدكم .. تواصلكم الدائم معنا مبغانا ..من خلال منتدانا .. معا سيكون احلي منتدي ..
منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع
اهلا وسهلا بكم .. نسعد لتواجدكم .. تواصلكم الدائم معنا مبغانا ..من خلال منتدانا .. معا سيكون احلي منتدي ..
منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع

أدبـــي..... ثقــافـــي.....إســلامي .....شعــــر العاميـــه ......كل مــاينـفــع الـنـاس
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
السلام عليكم .. أهلا وسهلا ومرحبا بكم في منتداكم .. وتواجدكم بيننا مبتغانا .. الدعاء أعذب نهر جرى ماؤه بين المتحابين في الله ..... ولأنني في الله أحبكم .. أهديكم من عذوبته .. بارك الله لك في عمرك وأيامك .. نرحب بمن يتواجد معنا للإشراف علي أقسام المنتدي .. نسعي وإياكم لما يرضي الله وينفع الناس ..يسعدنا تواجد العضوه الجديده " عائش "

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثالثة عشرة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 2444
تاريخ التسجيل : 12/06/2009

الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثالثة عشرة) Empty
مُساهمةموضوع: الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثالثة عشرة)   الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثالثة عشرة) I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 11, 2011 5:29 pm

وقفنا في محطتنا السابقة أن الشاعر يحتاج في مرحلة من مراحل النضج ومع الشعور بتضخم الهالة الفكرية والنفسية أن ينطلق إلى آفاق لم يعد النهج التقليدي قادرا على حملها إلى حيز الوجود ومن ثم يبدأ في التفكير في الدخول عالم التجريب وهنا لابد من التنبيه أن هذه المرحلة من أخطر مراحل حياة الشاعر فكما عبرت فإنها قد تدخل الشاعر في جب سحيق لا يستطيع أن يخرج منه ومن ثم فهي إنذار بهدم كل ما بناه الشاعر تماما كالممثل الذي يتربع على عرش قلوب معجبيه من شدة إتقانه لأدواره ولكنه ينهي حياته بأدوار يظن أنها إضافة وهي في الحقيقة تسحب رصيده من قلوب محبيه . هكذا الشاعر هو طالما في مرحلة الإنتاج من خلال زاوية رؤية أو عدة زوايا رؤية هو طعم ومذاق خاص لدى المتلقي فإذا أحب أن يغير طعمه ومذاقه فإما أن ياتي بطعم ومذاق يفوق ما كان يقدم وإلا فلن يذكر له الطاعمون سوى طعم المرار الأخير الذي تركه في حلوقهم .
والتجريب يتجه متجهين :


الأول تجريب شكلي :
ويتم هذا التجريب في إحدى الأطر التالية أو في بعضها أو كلها بحسب طاقة الشاعر على التجريب والخوض في مجاله , وترجع طاقة الشاعر إلى اتساع ورحابة الطاقات الفكرية لديه أو إلى مدى شجاعته الأدبية في ذلك التجريب لأنه – من المفترض – يكون واعيا بأنه مقدم على مرحلة خطيرة كل الخطورة وإن لم يكن فهي طامة كبرى ...
1 – التجريب في القالب الموسيقي :
ويكون بمحاولة الخروج عن أطر الموسيقى التقليدية وليس من الضروري أن يحطم أسس الموسيقي التقليدية وإنما هو إما أن يحافظ عليها ويعيد توظيفها لتحقق مساقط نفسية أو درامية جديدة أو يستعيد ما فقد منها وأصبح غير متداول أو يخرج تماما من قالبها مع الوعي الكامل أن هذا الخروج لابد له من عوض كي لا يفقد الشعر إيقاعاته التي هي أصل من أصوله ... وخير من دخل دائرة التجريب الموسيقي ذلك العبقري ( نزار قباني ) فقد دخل التجريب الشعري على كل مستوياته الشكلية والمضمونية وكي لا نوغل في الجانب السردي غافلين الجانب التطبيقي لننظر إلى إحدى تجاربه وكيف طوع الموسيقى العربية والتفعيلة المتعارف عليها في الموسيقى العربية لخدمة غايته في التجريب إلا أنه صفها ورتب نسيجها على غير المألوف وكأنه أخذ المستعمل وأعاد نسجه ثوبا جديدا لم يلبس من قبل ففي قصيدته :


منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل


لن تجعلوا من شعبنا

شعب هنودٍ حمر..

فنحن باقون هنا..

في هذه الأرض التي تلبس في معصمها

إسوارةً من زهر

فهذه بلادنا..

فيها وجدنا منذ فجر العمر

فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعر

مشرشون نحن في خلجانها

مثل حشيش البحر..

مشرشون نحن في تاريخها

في خبزها المرقوق، في زيتونها

في قمحها المصفر

مشرشون نحن في وجدانها

باقون في آذارها

باقون في نيسانها

باقون كالحفر على صلبانها

باقون في نبيها الكريم، في قرآنها..

وفي الوصايا العشر..

2

لا تسكروا بالنصر…

إذا قتلتم خالداً.. فسوف يأتي عمرو

وإن سحقتم وردةً..

فسوف يبقى العطر

3

لأن موسى قطعت يداه..

ولم يعد يتقن فن السحر..

لأن موسى كسرت عصاه

ولم يعد بوسعه شق مياه البحر

لأنكم لستم كأمريكا.. ولسنا كالهنود الحمر

فسوف تهلكون عن آخركم

فوق صحاري مصر…

4

المسجد الأقصى شهيدٌ جديد

نضيفه إلى الحساب العتيق

وليست النار، وليس الحريق

سوى قناديلٍ تضيء الطريق

5

من قصب الغابات

نخرج كالجن لكم.. من قصب الغابات

من رزم البريد، من مقاعد الباصات

من علب الدخان، من صفائح البنزين، من شواهد الأموات

من الطباشير، من الألواح، من ضفائر البنات

من خشب الصلبان، ومن أوعية البخور، من أغطية الصلاة

من ورق المصحف نأتيكم

من السطور والآيات…

فنحن مبثوثون في الريح، وفي الماء، وفي النبات

ونحن معجونون بالألوان والأصوات..

لن تفلتوا.. لن تفلتوا..

فكل بيتٍ فيه بندقيه

من ضفة النيل إلى الفرات

6

لن تستريحوا معنا..

كل قتيلٍ عندنا

يموت آلافاً من المرات…

7

إنتبهوا.. إنتبهوا…

أعمدة النور لها أظافر

وللشبابيك عيونٌ عشر

والموت في انتظاركم في كل وجهٍ عابرٍ…

أو لفتةٍ.. أو خصر

الموت مخبوءٌ لكم.. في مشط كل امرأةٍ..

وخصلةٍ من شعر..

8

يا آل إسرائيل.. لا يأخذكم الغرور

عقارب الساعات إن توقفت، لا بد أن تدور..

إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا

فالريش قد يسقط عن أجنحة النسور

والعطش الطويل لا يخيفنا

فالماء يبقى دائماً في باطن الصخور

هزمتم الجيوش.. إلا أنكم لم تهزموا الشعور

قطعتم الأشجار من رؤوسها.. وظلت الجذور

9

ننصحكم أن تقرأوا ما جاء في الزبور

ننصحكم أن تحملوا توراتكم

وتتبعوا نبيكم للطور..

فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضور

من باب كل جامعٍ..

من خلف كل منبرٍ مكسور

سيخرج الحجاج ذات ليلةٍ.. ويخرج المنصور

10

إنتظرونا دائماً..

في كل ما لا ينتظر

فنحن في كل المطارات، وفي كل بطاقات السفر

نطلع في روما، وفي زوريخ، من تحت الحجر

نطلع من خلف التماثيل وأحواض الزهر..

رجالنا يأتون دون موعدٍ

في غضب الرعد، وزخات المطر

يأتون في عباءة الرسول، أو سيف عمر..

نساؤنا.. يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجر

يقبرن أطفال فلسطين، بوجدان البشر

يحملن أحجار فلسطين إلى أرض القمر..

11

لقد سرقتم وطناً..

فصفق العالم للمغامره

صادرتم الألوف من بيوتنا

وبعتم الألوف من أطفالنا

فصفق العالم للسماسره..

سرقتم الزيت من الكنائس

سرقتم المسيح من بيته في الناصره

فصفق العالم للمغامره

وتنصبون مأتماً..

إذا خطفنا طائره

12

تذكروا.. تذكروا دائماً

بأن أمريكا – على شأنها –

ليست هي الله العزيز القدير

وأن أمريكا – على بأسها –

لن تمنع الطيور أن تطير

قد تقتل الكبير.. بارودةٌ

صغيرةٌ.. في يد طفلٍ صغير

13

ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعام

لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألف عام

طويلةٌ معارك التحرير كالصيام

ونحن باقون على صدوركم..

كالنقش في الرخام..

باقون في صوت المزاريب.. وفي أجنحة الحمام

باقون في ذاكرة الشمس، وفي دفاتر الأيام

باقون في شيطنة الأولاد.. في خربشة الأقلام

باقون في الخرائط الملونه

باقون في شعر امرئ القيس..

وفي شعر أبي تمام..

باقون في شفاه من نحبهم

باقون في مخارج الكلام..

14

موعدنا حين يجيء المغيب

موعدنا القادم في تل أبيب

"نصرٌ من الله وفتحٌ قريب"

15

ليس حزيران سوى يومٍ من الزمان

وأجمل الورود ما ينبت في حديقة الأحزان..

16

للحزن أولادٌ سيكبرون..

للوجع الطويل أولادٌ سيكبرون

للأرض، للحارات، للأبواب، أولادٌ سيكبرون

وهؤلاء كلهم..

تجمعوا منذ ثلاثين سنه

في غرف التحقيق، في مراكز البوليس، في السجون

تجمعوا كالدمع في العيون

وهؤلاء كلهم..

في أي.. أي لحظةٍ

من كل أبواب فلسطين سيدخلون..

17

..وجاء في كتابه تعالى:

بأنكم من مصر تخرجون

وأنكم في تيهها، سوف تجوعون، وتعطشون

وأنكم ستعبدون العجل دون ربكم

وأنكم بنعمة الله عليكم سوف تكفرون

وفي المناشير التي يحملها رجالنا

زدنا على ما قاله تعالى:

سطرين آخرين:

ومن ذرى الجولان تخرجون

وضفة الأردن تخرجون

بقوة السلاح تخرجون..

18

سوف يموت الأعور الدجال

سوف يموت الأعور الدجال

ونحن باقون هنا، حدائقاً، وعطر برتقال

باقون فيما رسم الله على دفاتر الجبال

باقون في معاصر الزيت.. وفي الأنوال

في المد.. في الجزر.. وفي الشروق والزوال

باقون في مراكب الصيد، وفي الأصداف، والرمال

باقون في قصائد الحب، وفي قصائد النضال

باقون في الشعر، وفي الأزجال

باقون في عطر المناديل..

في (الدبكة) و (الموال)..

في القصص الشعبي، والأمثال

باقون في الكوفية البيضاء، والعقال

باقون في مروءة الخيل، وفي مروءة الخيال

باقون في (المهباج) والبن، وفي تحية الرجال للرجال

باقون في معاطف الجنود، في الجراح، في السعال

باقون في سنابل القمح، وفي نسائم الشمال

باقون في الصليب..

باقون في الهلال..

في ثورة الطلاب، باقون، وفي معاول العمال

باقون في خواتم الخطبة، في أسرة الأطفال

باقون في الدموع..

باقون في الآمال

19

تسعون مليوناً من الأعراب خلف الأفق غاضبون

با ويلكم من ثأرهم..

يوم من القمقم يطلعون..

20

لأن هارون الرشيد مات من زمان

ولم يعد في القصر غلمانٌ، ولا خصيان

لأننا من قتلناه، وأطعمناه للحيتان

لأن هارون الرشيد لم يعد إنسان

لأنه في تحته الوثير لا يعرف ما القدس.. وما بيسان

فقد قطعنا رأسه، أمس، وعلقناه في بيسان

لأن هارون الرشيد أرنبٌ جبان

فقد جعلنا قصره قيادة الأركان..

21

ظل الفلسطيني أعواماً على الأبواب..

يشحذ خبز العدل من موائد الذئاب

ويشتكي عذابه للخالق التواب

وعندما.. أخرج من إسطبله حصاناً

وزيت البارودة الملقاة في السرداب

أصبح في مقدوره أن يبدأ الحساب..

22

نحن الذين نرسم الخريطه

ونرسم السفوح والهضاب..

نحن الذين نبدأ المحاكمه

ونفرض الثواب والعقاب..

23

العرب الذين كانوا عندكم مصدري أحلام

تحولوا بعد حزيران إلى حقلٍ من الألغام

وانتقلت (هانوي) من مكانها..

وانتقلت فيتنام..

24

حدائق التاريخ دوماً تزهر..

ففي ذرى الأوراس قد ماج الشقيق الأحمر..

وفي صحاري ليبيا.. أورق غصنٌ أخضر..

والعرب الذين قلتم عنهم: تحجروا

تغيروا..

تغيروا

25

أنا الفلسطيني بعد رحلة الضياع والسراب

أطلع كالعشب من الخراب

أضيء كالبرق على وجوهكم

أهطل كالسحاب

أطلع كل ليلةٍ..

من فسحة الدار، ومن مقابض الأبواب

من ورق التوت، ومن شجيرة اللبلاب

من بركة الدار، ومن ثرثرة المزراب

أطلع من صوت أبي..

من وجه أمي الطيب الجذاب

أطلع من كل العيون السود والأهداب

ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحباب

أفتح باب منزلي.

أدخله. من غير أن أنتظر الجواب

لأنني أنا.. السؤال والجواب

26

محاصرون أنتم بالحقد والكراهيه

فمن هنا جيش أبي عبيدةٍ

ومن هنا معاويه

سلامكم ممزقٌ..

وبيتكم مطوقٌ

كبيت أي زانيه..

27

نأتي بكوفياتنا البيضاء والسوداء

نرسم فوق جلدكم إشارة الفداء

من رحم الأيام نأتي كانبثاق الماء

من خيمة الذل التي يعلكها الهواء

من وجع الحسين نأتي.. من أسى فاطمة الزهراء

من أحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزان كربلاء

نأتي لكي نصحح التاريخ والأشياء

ونطمس الحروف..

في الشوارع العبرية الأسماء..





لم استطع أن أجتزئ منها لسببين :
الأول : لأن الكثيرين لا يعرفون عن نزار قباني سوى أنه شاعر النهود لدرجة أن نزار قد أصبح سبة في وجه كل شاعر يتجه إلى الغزل الفاضح فيتهمه النقاد غير ذوي البصيرة أنه يتبع مدرسة نزار وهم لا يعلمون شيئا عن هذه المدرسة النزارية العبقرية فهذا هو وجه نزار الحقيقي الذي يتبنى قضايا العروبة المتآكلة على أيدي أبنائها وبإحصاء دقيق لا تشوبه شائبة فإن شعر نزار العروبي يقارب الثمانين بالمائة من منتوجه الأدبي . حتى في غزلياته فهو يعالج قضايا الذكورة العربية المريضة والأنوثة العربية المستكينة وفي هذا وقفات حين يأتي حينه . وهنا في دائرتنا تلك في القناديل سألني سائل : إن هناك من يسبوننا من النقاد ويتهموننا بأننا نزاريون فقلت له انتظر حتى أبدأ في رحلة التجريب مع نزار حتى تعرف الرجل على حقيقته
الثاني : لأنني أردت أن أترك القارئ يستمتع بواحدة من روائع الشعر العربي النزاري التي ينتجها نزار من مدرسة وعيه بأن الشاعر هو قائد الأمة وهو السلوك القوي المؤثر فيها ولا أكذبكم القول إن قلت أنني قد شربت عروبتي بل قوميتي الإسلامية من نزار وسأثبت ذلك حين أتناول التجريب في مضمون القصيدة
هنا أسأل : ماذا في هذه القصيدة من تجريب موسيقي محافظ على شكل التفعيلة معيدا نسج المستعمل منها في حلة قشيبة طريفة جديدة ؟


لن تجعلوا من شعبنا

شعب هنودٍ حمر..

فنحن باقون هنا..

في هذه الأرض التي تلبس في معصمها

إسوارةً من زهر



حين دعت الشاعرة العراقية الخالدة ( نازك الملائكة ) إلى الشعر التفعيلي فإنها ذكرت أنه لا يأتي إلا من البحور صافية كالوافر والكامل والمتقارب والمتدارك ولا يأتي من البحور المركبة ونزار قباني في هذه القصيدة يتبع نمط القصيدة التفعيلية ولكنه استحدث فوق ما نادت به نازك الملائكة فجعل الشعر التفعيلي يأتي من البحور المركبة حيث استخدم تفعيلتين مختلفتين هما ( مستفعلن ) و ( فاعلن ) ولكنه كان على وعي تام بإدراج تفعيلة ( فاعلن ) في نهاية السطر الشعري وكأنه يجعل منها جزءً من التقفية التي يلتزمها شعراء التفعيلة في آخر الدفقة الشعورية ... وهي هنا حرف الراء المقيد ومع تنوع حرف التقفية في القصيدة يلزم نفسه بالتفعيلة ذاتها وكأنه يقول لنا أنا أعي ما أفعل وأعلم أن الموسيقى تستدعي مني ذلك كما سأبين
سأقطع هذا المقطع تقطيعا عروضيا لنقف على مكمن الإبداع في ضرورة وجود تفعلية ( فاعل ) في نهاية كل دفقة شعرية حتى وكأنها أصبحت داخل القصيدة لازمة تلزم أغلب النهايات في دفقاتها الشعورية ...
( لن تجلعوا من شعبنا شعب هنود حمر ) ( - 0 – 0 - - 0 | - 0 – 0 - - 0 | - 0 - - - 0 | - 0 – 0 ) إنه في ذلك السطر الشعري يلتزم تفعيلة ( مستفعلن – 0 – 0 - - 0 ) فجعل في هذا الدفقة الشعورية ثلاث تفعيلات مستفعلن صحيحة تقابلها الألفاظ ( لا تجعلوا من من شعبنا شعب هنو ) وتقطيعها العروضي ( - 0 – 0 - - 0 | - 0 – 0 - - 0 | - 0 - - - 0 ) و في نهاية الدفقة الشعورية يختتم بتقفية حرف الراء المقيد بالسكون فجاءت كلمة ( دن حمر – 0 – 0 ) ( فعلن ) التي هي في أصلها ( فاعلن )ودخلت عليها علة ( القطع ) بحذف ساكن الوتد المجموع مع تسكين ما قبله فتحول ( فاعلن – 0 - - 0 ) إلى ( - 0 – 0 ) ولأن الشاعر يتحرك نحو الابتكار والتجديد من منطق العالم فهو مدرك أن العلة إذا وقعت فإنها تلزم مكانها في سائر القصيدة فقد ألزم نفسه أو كاد على مسار القصيدة كلها بعلة ( القطع ) وابتعد تماما في نهاية الغالب الأغلب من نهايات الدفقة الشعورية عن إيراد تفعلية ( فاعلن ) صحيحة . وقد يسألني سائل وما الذي أجبره على تفعيلة ( فاعلن ) المقطوعة في نهاية كل دفقة شعورية ؟ أقول : إن التضخم الفكري والنفسي جعل التنامي الدرامي للحدث الشعري يبدأ بطيئا ثم يتسارع إلى أن يبلغ نهاية الدفقة بهبوط نفسي فجائي فكان لزاما على الموسيقى أن تواكب هذا التنامي الدرامي
ولنجرب في الدفقة الشعورية التي تليها :
( فنحن باقون هنا في هذه الأرض التي تلبس في معصمها إسوارة من زهر ) وسوف أقوم بتقطيع تلك الدفقة الشعورية عروضيا لأبين كيف أن الرجل يتحرك في الإطار التفعيلي عالما بما يفعل ليس متخبطا على الرغم من صعوبة ما يفعل فلو كان ينهج بحرا شعريا ملتزما به ما أرهق نفسه هذا الإرهاق فلم يتجه نزار إلى التجريب سعيا وراء تيسير الأمر على نفسه بل اتجه ليثبت قدرته على التجريب الموسيقي ...
( - - 0 - - 0 | – 0 - - - 0 | - 0 – 0 - - 0 | - 0 – 0 - - 0 | - 0 - - - 0 | - 0 - - - 0 | - 0 – 0 - - 0 | - 0 – 0 )
فهذه الدفقة قد أتت بسبع تفعيلات ( مستفعلن – 0 – 0 - - 0 ) فجعل الأولى ( مخبونة ) أي محذوف ثانيها الساكن والرابعة ( صحيحة ) وبقية التفعيلات السبع ( مطوية ) حيث حذف الرابع الساكن فأصبحت ( مستعلن – 0 - - - 0 ) وكل هذا من أجل أن تتناسب حركات التفعيلة وسكناتها مع التدافع النفسي والسيولة الوجدانية من حيث السرعة والبطء .... أما التفعيلة الثامنة في هذه الدفقة فجاءت ( فعلن – 0 – 0 ) فأصر أن يأتي بها ( مقطوعة ) على غرار سابقتها في الدفقة الشعورية الأولى ... حيث يحقق بها السقوط النفسي النهائي عند تفعيلة ( فعلن – 0 – 0 )
وهنا أسال : هل يمكن لشاعر أن يرهق نفسه كل هذا الإرهاق إلا لأنه قد أراد أن يثبت أنه قادر على إعادة تنسيق الموسيقى الشعرية العربية وهيكلتها من جديد ؟ على الرغم من أنه لم يخرج في هذه القصيدة عن النسق التفعيلي العربي ...
كما أسلفت فإن اتباع البحر الشعري الموحد أيسر بكثير عليه لو كان يريد فقط أن يمرر شعرا ولكنه أراد وبمحض إرادته أن يمرر لنا مدرسته النزارية الموسيقية ... ولكن كان النقاد عن ذلك غافلين ... بل يسبون الشعراء بأنهم على نهج نزار ... ليتنا نستطيع جميعا أن نخطو خطو نزار
هذا ما كنت أعنيه في بداية هذه الحلقة من التطوير في موسيقى الشعر العربي مع الحفاظ على القالب الموروث ...

وما أقوله هنا قد يكون أمرا مغريا لضعاف البنية من الشعراء فيظنون في نفسهم مقدرة على مجاراة نزار ... فأقول لهم : متى اتجه نزار إلى هذه الحيز التجريبي ؟ إنه لم يتجه إليه في بداية حياته الشعرية ولكنه كان المختتم حيث بلوغ أقصى غايات النضج ...



انتظروني في الحلقة القادمة لأطبق كيف يحق للشاعر أن يبتكر قوالب موسيقية مغايرة بل يحق له أن يخرج من قوالب التفعيلة تماما ولكن عليه أن يوجد البدائل ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dyeeldinelbry.ahlamontada.com
 
الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثالثة عشرة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثالثة)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الحادية عشرة)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثانية عشرة)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الرابعة عشرة)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الخامسة عشرة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: مدارس الشعر ( لمن يريد الاستفاده )-
انتقل الى: