منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع
اهلا وسهلا بكم .. نسعد لتواجدكم .. تواصلكم الدائم معنا مبغانا ..من خلال منتدانا .. معا سيكون احلي منتدي ..
منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع
اهلا وسهلا بكم .. نسعد لتواجدكم .. تواصلكم الدائم معنا مبغانا ..من خلال منتدانا .. معا سيكون احلي منتدي ..
منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع

أدبـــي..... ثقــافـــي.....إســلامي .....شعــــر العاميـــه ......كل مــاينـفــع الـنـاس
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
السلام عليكم .. أهلا وسهلا ومرحبا بكم في منتداكم .. وتواجدكم بيننا مبتغانا .. الدعاء أعذب نهر جرى ماؤه بين المتحابين في الله ..... ولأنني في الله أحبكم .. أهديكم من عذوبته .. بارك الله لك في عمرك وأيامك .. نرحب بمن يتواجد معنا للإشراف علي أقسام المنتدي .. نسعي وإياكم لما يرضي الله وينفع الناس ..يسعدنا تواجد العضوه الجديده " عائش "

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الرابعة عشرة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 2444
تاريخ التسجيل : 12/06/2009

الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الرابعة عشرة) Empty
مُساهمةموضوع: الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الرابعة عشرة)   الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الرابعة عشرة) I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 11, 2011 5:31 pm

ومن سمات التجريب في الشكل الموسيقي اعتماد الشاعر على ( موسيقى الحالة ) وتغليب الإيحاء الموسيقي على الإيقاع الموسيقى على الرغم من وجود الإيقاع الموسيقي وعدم التخلي عنه ولكن مع تلقينا لهذا النوع من التجريب تنشغل مجساتنا الموسيقية بموسيقى الحالة أكثر من انشغالها بموسيقى الإيقاع وكأن الشاع يتعمد أن يحدث نوعا من الموسيقى التصويرية المصاحبة لتنامي الحدث الدرامي الشعري وهذا النوع من الموسيقى غير الظاهرة أو الموسيقى الخفية يكون ذا وقع في النفس يؤهل هذا الشاعر لبناء دراما شعرية كاملة داخل التجربة الشعرية مما يكون له الأثر الأكبر في جذب المتلقي للحدث الشعري بصورة تجعله كامل التعايش معه ومن هؤلاء الشعراء الذين دخلوا هذا الحيز من الأداء الموسيقي الداخلي الشاعر الدكتور جمال مرسي ويتجلى ذلك في قصيدته (غيبوبة) التي اعتمد فيها على موسيقى الحالة لتتغلب على موسيقى الإيقاع التفعيلي وكان مصدر تلك الموسيقى المستجدة على القالب التعبيري العربي عدة عناصر منها :
1 - صوت الحرف :
وقبل الخوض في كيفية تأدية صوت الحرف في تلك القصيدة دورا في البناء الموسيقي غير التقليدي ( التفعيلي ) سوف أقف على مقدمة توضح لنا كيفية الأداء الصوتي من علم الأصوات الفيزيائي أو الأكوستاتيكي ....
علينا دون الخوض في تفاصيل مبهمة قد تؤدي إلى الغموض أكثر مما توضح المقصود أن نلم هنا ببعض التعريفات والمصطلحات الصوتية من ذلك العلم الذي يفسر لنا الخصائص المادية أو الفيزيائية لأصوات الكلام أثناء انتقالها من المتكلم إلى السامع ؛
أولا : العملية الصوتية تتضمن ثلاثة عناصر هي :
- وجود جسم في حالة تذبذب
- وجود وسط تنتقل فيه الذبذبة الصادرة عن الجسم المتذبذب
- وجود جسم يستقبل هذه الذبذبات
ثانيا : مصدر الصوت :
وهو أي شيء يسبب اضطرابا أو تنوعا ملائما في ضغط الهواء وهو في أصوات اللغة أعضاء النطق ولا سيما الوترين الصوتيين اللذين يتحركان في اتجاهات مختلفة وبأشكال متعددة وتنتج أصواتا sounds تسبب تنوعات في ضغط الهواء
ثالثا : انتقال الصوت :
تنتقل الأصوات بسرعة من مصدرها إلى أذن السامع وإذا راقبنا شخصا يتكلم يخيل إلينا أننا نسمع في نفس اللحظة التي ينطق فيها ولكن في الحقيقة يوجد وقت قصير بين النطق والسمع يسمى ( سرعة الصوت ) وفي حالة وجود مصدر صوت بعيد مثل بندقية أو مدفع أو برق مثلا فإننا نرى ضوء الانفجار قبل أن نسمع صوته ..
ولنفهم هذه الظاهرة من المناسب أن نتصور الهواء بين آذاننا ومصدر الصوت كما لو كان مقسما إلى عدة أجزاء متتالية يسبب مصدر الصوت تحركات لهذه الأجزاء المتجاورة فتنتقل الأصوات من جزء لآخر متباعدة عن مصدر الصوت وهكذا حتى يمتد التأثير بعيدا عن مصدر الصوت وينتشر خارجا حتى تلتقطه أجهزة السمع لدينا
رابعا : حركة مصدر الصوت :
إن الصوت يحدث نتيجة حركة أو ذبذبة vibration لمصدر الصوت هذه الحركة قد تكون بطيئة فيمكن رؤيتها بالعين بسهولة وقد تكون سريعة لا ترى بالعين
وحركة مصدر الصوت نوعان :
(1) دورية منتظمة periodic
(2) غير دورية , غير منتظمة non periodic
كما تكون :
(1) بسيطة simple
(2) مركبة complex
خامسا : التردد :
يعنى بالتردد frequency عدد الدورات الكاملة في الثانية الواحدة وكل جسم متذبذب له تردده الخاص الذي تتحكم فيه مجموعة من العوامل المتعلقة بالجسم المتذبذب مثل الوزن والطول وبالنسبة للوترين الصوتيين نسبة الشد وبالنسبة للتجاويف ؛ الكتلة والشكل والامتداد ...
ويعنينا هنا تردد صوت الأوتار على اعتبار أن الحروف اللغوية تنتج عن الوترين الصوتيين ...
فالوتر المشدود تردده أكثر سرعة من الوتر المرتخي وهذا ما يفرق بين صوت المرأة حيث وتراها الصوتيان مشدودان وبين صوت الرجل حيث وتراه الصوتيان مرتخيان فيبين الصوت الحاد من الصوت السميك وكذلك شد الوترين الصوتيين من حرف لآخر من حروف النطق ليحدث الفوارق في النغمات الصوتية للحرف ذاته .
وقد أثبتت التجارب أن أقل تردد يمكن أن تستبينه الأذن كصوت حوالي ( 16 إلى 20 ) دورة في الثانية وأعلى تردد يمكن أن تسمعه الأذن حوالي ( 20000 ) دورة في الثانية ... وفوق هذا أو تحته لا يمكن للأذن أن تستبين الأصوات ... وهذا يفسر ظاهرة عدم سماعنا أصوات بعض المخلوقات على الرغم من صدورها ومرور تردداتها أمام آذاننا كصوت النمل مثلا حيث منح الله النبي سليمان عليه السلام قدرة في جهازه السمعي أن يستمع إلى التردد الصوتي للنمل ومن ثم فهم لغته ( سبحان الله ) ومن ثم فلم يصبح الأمر خرقا استثنائيا أو معجزة لا تصدق فمن خلق الأذن قادر على تغيير قدرتها على استقبال سرعة التردد الصوتي فتسمع ما يسمعه الآخرون ... فإذا صنع إنسان ترسا يدور بسرعة ما فمن السهل عليه أن يغير سرعة هذا الترس بإدخال تعديلات عليه فما بالنا بالله عز وعلا
ومن الذبذبات التي تم إحصاؤها مثلا ؛ صوت التليفون حيث أن أسرع ذبذبة ينقلها هي 3500 دورة في الثانية ومعظم الترددات في تحليل الكلام تقع تحت 8000 دورة في الثانية
سادسا : قياس التردد :
يقاس تردد حركة الجسم أو تردد الذبذبات بعدد الدورات التي يحدثها في الثانية الواحدة [ C P S ] والدورة عبارة عن كل تكرار كامل لنمط الموجة أو بمعنى أوضح هي ( ذلك الجزء من الموجة بين أي نقطة والنقطة التالية ) ويطلق على الدورة كذلك اسم ( الفترة الواحدة one period ) أو (الذبذبة المضاعفة double vibration )
سابعا : الموجة الصوتية :
هي مجموعة من الذبذبات الصوتية المتعاقبة التي تنتج إحداها عن الأخرى وقد سبق أن ذكرت أن مصدر الصوت يسبب تحركات في أجزاء الهواء المجاورة له وأن هذه الأجزاء تضغط على الذرات الهوائية المجاورة لها وهكذا .. ولو حدث أن أوقفنا الجسم بعد أن أتم ذبذبة واحدة لكان ما حصلنا عليه هو ذبذبة الجسم وذبذبة الذرات المجاورة له ثم ذبذبة الذرات المجاورة للأولى ثم ذبذبة الذرات المجاورة للثانية وهكذا
ومجموع هذه الذبذبات كلها هو الموجة الصوتية sound wave
ثامنا : كيفية التفريق بين صوت وآخر :
هناك عوامل كثيرة يمكن عن طريقها إنتاج أصوات مختلفة عن بعضها البعض وهي :
1- العلو loudness :
فإذا ضربنا على وترين متماثلين ضربتين واحدة برفق والأخرى بقوة فإن الصوتين الناتجين سيكونان مختلفين فالطاقة الأكبر تنتج سرعة ذبذبة أكبر وصوتا أعلى
2- درجة الصوت pitch :
فإذا ضغطت على إصبعي بيانو مختلفين بصورة واحدة أدت إلى أن يكون العلو واحدا سيصدر صوتين مختلفين ويرجع الفرق الرئيس بين الصوتين أن أحدهما أعلى في الدرجة من الآخر وتكون درجة الصوت أعلى كلما كانت الذبذبات أسرع وعددها في الثانية أكثر ويوصف أحد الصوتين بأنه دقيق والآخر بأنه سميك
3- نوع الصوت timbre :
وهو صوت يظهر بين نغمتين موسيقيتين ربما اتفقتا في درجة الصوت pitch وفي العلو loudness ولكنهما أنتجا بآلتين مختلفتين مثل بيانو وكمان

ثامنا إنتاج الكلام :
تنتهي القناة الصوتية في أحد طرفيها بالأوتار الصوتية وهي في طرفها الآخر مفتوحة للهواء من بين الشفتين وفتحتي الأنف لذا فهي تكوِّن حجرة رنين في شكل معقد ( سبحان الله الخالق )
وحينما يوضع الهواء في داخل هذه القناة في وضع حركة فهو يتذبذب بشكل مركب يؤدي إلى تكوين الموجات الصوتية التي نسمعها ويختلف شكل هذه الذبذبات تبعا لمواقع أعضاء النطق وبخاصة تبعا لتحركات ( الحنجرة واللسان والشفتين والطبق اللين ) ويوجد شكل مميز لذبذبة الهواء يقابل كل موقع لهذه الأعضاء النطقية ,,,
وقد ثبت عن طريق التحليل ( الأكوستاتيكي ) للكلام أن الاختلافات الصوتية التي يمكن إدراكها تعود إلى :
(1) درجة الصوت المتكون في الحنجرة glottal pitch وثبت أن حوالي 80% من أصوات اللغة الإنجليزية في الكلام المتصل تتصف بالجهر
(2) اختلاف الموجات الصوتية تبعا لاختلاف مكان النطق ولاختلاف الشكل الكلي لتجويف ما فوق الحنجرة أثناء نطق الكلام

حقيقة لقد كان هذا عرضا موجزا عن بعض المصطلحات والتعريفات في علم الأصوات الأكوستاتيكي للوقوف على خطورة ما اكتشفته من دلالات لتلك الحروف التي أحصيتها في قصيدة ( غيبوبة ) للشاعر [ جمال مرسي ] وقدرة هذه الحروف على إحداث صوت الحالة الذي فاق صوت الموسيقي التفعيلية التقليدية فأصبحت هذه الموسيقى الناجمة عن تكرار هذه الحروف بحد ذاتها مصدرا من مصارد الموسيقى التجريبية غير التفعيلية ...
وسوف أعرض القصيدة أولا ثم أقوم بعمل الإحصاء عليها :


غيبوبة


ماذا دَهَاكْ ؟!
أَهِيَ النِّهايَةُ لَوَّحَت بِيَمِينِهَا
أم طَوَّقَت شَمسَ الغُرُوبِ يَدَاكْ ؟
عَينَاكَ فِي الأُفْقِ البَعِيدِ ، و ضَوءُ نَجمِكَ خَافِتٌ
و القَلبُ مُرتَعِشٌ عَلَى كَفِّ انتِظَارِكَ
للذي يَأتِي يَقِيناً
بَعدَ يَومٍ رُبَّمَا ،
أو بعدَ ثَانِيَةٍ ، و ما ..
زَوَّدتَ رَاحِلَةَ الخُلُودِ بِغَيرِ مَاءِ الشِّعرِ ،
سَطَّرَ فِي كِتَابِ العُمرِ بَعضاً مِن رُؤَاكْ .
هُم تَارِكُوكَ
عَلَى بِسَاطِ الرِّيحِ وَحدكَ
حَيثُ تَأخُذُكَ المَسَافةُ لِلمَسَافةِ
و الرَّحِيلُ إِلى النَّعِيمِ أو الهَلاكْ .
يا أَيُّهَا الجَسَدُ المُسَجَّى بِالدُّمُوعِ و بِالعَرَقْ :
مَا لِي أَرَى أَنهَارَكَ اللا تَعرِفُ الخَوفَ
اْستَكَانَت لِلغَرَقْ ؟
و بَنَفسَجَاتٍ طَالَمَا أَبَتِ الذُّبُولَ
الآنَ تَذوِي ،
بَعثَرَتْهَا الرِّيحُ فِي كُلِّ اْتِّجَاهٍ
لَم تَدَع فِي جِسمِكَ المَهزُولِ بَعضاً مِن شَذَاكْ .
تَقتَاتُ مِن عُشبِ الرَّحِيلِ الآنَ وَحدَكَ
يَرتَعُ الفَيْرُوسُ فِي نَعنَاعِ قَلبِكَ ،
يَحتَسِي البُنَّ " المُحَوَّجَ "
مِن دِمَاكْ.
فَتَغِيبُ عَن هَذَا الوُجُودِ سُوَيْعَةً
و تُفِيقُ ،
صَوتُ أَبِيكَ فِي أُذُنَيكَ ،
أَطيَافٌ أَمَامَكَ كَالفَرَاشَاتِ المُزَركَشَةِ ،
اْحتِضَارُكَ لَيسَ يَمنَعُهَا بِأَن تَأوِي إِلَيكَ ،
لِنُورِ مِصبَاحٍ تَدَلَّى مِن خَيَالِكَ ،
رُوحُ أُمِّكَ وَحدَهَا تَنثَالُ نُوراً مِن نَوَافِذِ
غُرفَةٍ غَجَرِيَّةٍ
و يَمِينُهَا تَمتَدُّ نَحوَكَ كَي تُجَفِّفَ مَا تَصَبَّبَ مِن جَبِينِكَ ،
سَاعَةٌ فَوقَ الجِدَارِ تَسَلَّلَت مِنهَا العَقَارِبُ
لِلسَّرِيرِ
و " زُخمَةُ " الشَّيخِ المُعَلِّمِ لَم تَزَل تَقفُو خُطَاكْ .
يَا أَيُّها الطِّفلُ الشَّقِيُّ :
أَمَا حَفظتَ "الفَجرَ" و "الفُرقَانَ" بَعدُ ؟ ،
أَلَم تَحُلَّ الوَاجِبَ اليَومِيَّ بَعدُ ؟ ،
أَلَم تَزَل مُتَعَثِّراً فِي جَدوَلِ الضَّربِ
الذي عُلِّمتَ بَعدُ ؟ ،
لأَضرِبَنَّكَ بِالعَصَا
فِهيَ الجَزَاءُ لِمَن عَصَى
فَتَفِرُّ مِن فَزَعٍ إلى أَحضَانِ أمِّكَ
هَل تَفِرَّ اليَومَ مِمَّن قَد أَحَاطَكَ بِالشِّبَاكْ .
قَد صَارَ أَقرَبَ مِن رَفِيفِ الهُدبِ ،
أَقرَبَ مِن شَرِيطِ الذِّكرَيَاتِ ،
و مِن مَحَالِيلِ الطَّبِيبِ و حُقنَةِ التَّخدِيرِ
تَسرِي فِي الوَرِيدِ
تَغِيبُ عَن دُنيَا الهُمُومِ هُنَيْهَةً
عَن دَمعِ أَطفَالِ العِرَاقِ ،
حِصَارِ غزةَ ،
جُوعِ إِفرِيقيَا ،
زَلازِلَ بِنجِلادشَ ،
تَستَفِيقُ عَلَى دَوِيٍّ هَائِلٍ ،
أَبوَاقِ إِسعَافٍ ، و جَرحَى ، و انشِغَالٍ عَنكَ
فَاْصمُتْ
إِنَّهُ المَوتُ الذي قَد جَاءَ يُنذِرُ بِالغِيابِ
اْلآنَ يَلقَاهُم هُنَاكْ .
و تَظَلُّ وَحدَكَ سَابِحاً
و مُسَبِّحاً
عَينَاكَ فِي الأُفقِ البَعِيدِ و ضَوءُ نَجمِكَ خَافِتٌ
و غُيُومُ ذِكرَى الأَمسِ
قَد غَطَّت سَمَاكْ .




بالبحث في هذه القصيدة وجدت أن هناك حروفا معينة يضغط عليها الشاعر ويكثر من استعمالها أو بمعنى أدق تحري الكلمات التي تحتوي على هذه الحروف أكثر من غيرها وهذه الحروف هي :
1- الحاء : وردت في القصيدة 26 مرة
2- السين : وردت 24 مرة
3- الشين : وردت 13 مرة
4- العين : وردت 35 مرة
5- الغين : وردت 13 مرة
6- الصاد : وردت 8 مرات
7- الخاء : وردت 8 مرات
وبتطبيق ما فات على هذه الحروف سنجد أن حرفين مثلا مثل السين والشين هي من الحروف الأكثر حدة حيث ينتج الصوت الصادر منها بالتشويش على هواء التنفس المتحرك عن طريق تغيير شكل وحجم الممر الذي يجب أن يخترقه الهواء فكلما كان الممر أضيق كانت سيطرة الترددات العالية أكبر وكان الصوت المنتج أكثر حدة فالضجة المميزة لصوت السين تحتوي على أعلى الترددات كلها ( تصل من 8000 إلى 9000 دورة في الثانية ) في حين أن تلك المصاحبة للشين تحتوي على ترددات من ( 6000 إلى 7000 دورة في الثانية ) وهكذا في بقية الحروف السبعة التي تم إحصاؤها فهي كلها من الحروف ذات الترددات العالية نسبيا ...
وهذا الحروف السبعة على حدتها قد أعدت تصنيفها مرة أخرى على اعتبارين :
الأول : قرب مخارج الصوت : ومن هنا جمعت أكثرها حدة فكانت السين والشين والصاد وتكررت 45 مرة ثم الحاء والعين وتكررت 61 مرة ثم الغين والخاء فتكررت 21 مرة ..
الثاني : مجموع تلك الحروف الحادة فوجدتها جميعا تكررت 127 مرة داخل القصيدة المشتملة على حوالي 277 كلمة ولو أسقطنا منها حروف الجر والعطف لوصلت بنا كلمات القصيدة إلى حوالي 210 كلمة .... فمن بين ما يقرب من هذا العدد من الكلمات تكررت تلك الحروف السبعة 127 مرة فهذا أمر مثير للحيرة ولابد من الوقوف عليه فعدت لمصادر علم الصوت أبحث عن تلك الحروف فوجدتها كما عبرت منذ قليل من الحروف ذات الترددات الأعلى
وبالرجوع إلى حالة الحدث الشعري في التجربة وجدت أن الشاعر قد حدد الحدث الشعري على العتبة الفارقة بين الحياة والموت وكأنه قد أوقف المشهد الشعري على الفترة ما بين أخذه إلى غرفة العمليات لإجراء الجراحة الدقيقة إلى لحظة الدخول إلى حيز التخدير وهي آخر لحظة يضمن فيها الشاعر وجوده حيا وكأنه يظهر كمن يمسك بآخر خيوط الدنيا وهناك من يجذبه إلى دائرة الآخرة وعلى العتبة الفارقة بين الحياة والموت وقف الشاعر يستعرض مشهد ذلك الحدث الشعري الدرامي ... ولنتخيل إنسانا في هذه الحالة هو يمسلك بذيول الدنيا بأطراف أصابعه وهناك قوة أعلى منه تجذبه إلى سحيق الآخرة وغياهب الموت فكيف يكون صوته ؟ من المؤكد أن صوته سيكون حادا صارخا منتحبا بل سيصدر منه صوت هو أعلى ما يكون وكأنه يستغيث الاستغاثة الأخيرة ... هنا وحين وقفت على تلك الحالة وتمثلتها أثناء قراءة القصيدة سألت نفسي : وهل موسيقى التفعيلة قادرة على إيصال تلك الأصوات التصويرية إليّ كمتلق ؟ أجبت سريعا لا ... إذن فكيف وصلت إليّ تلك الحالة من الانفعال مع الدراما الشعرية لدرجة أنني قد امتصتني كل إيماءة انفعالية داخل القصيدة وأشعر أن هناك موسيقى مصاحبة للمشهد الدرامي ولكني لا استشعرها في صوت التفعيلة ... من اين تأتي تلك الموسيقى ؟ لا أكذب ولا أدعي أنني قد قرأت القصيدة لأكثر من عشرين مرة متحيرا من أين تلك الموسيقى الهادرة ؟ ثم وقفت كي لا أصاب بالجنون فترة من الزمن واتجهت إلى كل مصادر علم الصوت وقفت على ( الخصائص لابن جني العين للخليل بن أحمد الفراهيدي ثم دروس في علم أصوات العربية لجان كانتينو ثم كتاب الأصوات لكمال بشر ) أتساءل عن مصادر تلك الموسيقى التصويرية التي ليست مصدرها التفعيلة وإن كانت التفعيلة تصاحب تلك الموسيقى في الأداء الانفعالي إلا أنني ومن خلال ممارستي غير القصيرة لتلقي موسيقى الشعر واعتياد أذني عليها إلا أني مدرك تماما أن موسيقى التفعيلة لا تؤدي هذا الأداء الموسيقي ... وأخيرا وبإلهام من الله عز وجل وقفت على تلك الموسيقى الخارقة الصادرة من أصوات الحروف الحادة التي يستعملها الشاعر في القصيدة ..
إذن الشاعر لم يكن في مرحلة حزن أو يأس أو ألم ... لقد كان الشاعر في حالة من الاستغاثة عالية الصوت كمن ينادي بصوت الحالة ويصرخ بأعلى ما أوتي من صوت متمسكا بذيول الحياة لا يريد أن يفارقها ولنتصور صوت إنسان في تلك الحالة متنازعا عليه بين أمرين تمسكه بالحياة بأطراف أصابعه وما بقي فيها من قوة إمساك وبين من يجره إلى العالم الآخر وهو يصرخ ويستغيث وينعي نفسه في حالة من الرثاء غير المسبوق ...





انتظروني في الحلقة القادمة لنقف على بعض مواضع تلك الحروف في نسيجها التعبيري ومدى قدرتها على تحقيق موسيقى الحالة ليتسنى لنا الوقوف على كيفية غلبة موسيقى الحالة على موسيقى التفعيلة والقدرات التجريبية لدى الشاعر الدكتور جمال مرسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dyeeldinelbry.ahlamontada.com
 
الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الرابعة عشرة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الحادية عشرة)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثانية عشرة)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثالثة عشرة)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الخامسة عشرة)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه السادسة عشرة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: مدارس الشعر ( لمن يريد الاستفاده )-
انتقل الى: