admin Admin
عدد المساهمات : 2444 تاريخ التسجيل : 12/06/2009
| موضوع: موسوعة أسماء الله الحسني ( المتكبر) السبت يناير 21, 2012 3:57 am | |
| المتكبر(كبر) بفتح الكافوكسر الباء أي أسن أو تقدم في العمر. و(كبر) بفتح الكاف وضم الباء أي عظم وتعالى. والكبر أو الكبرياء تعني العظمة أو العلو والرفعة. والمتكبر كوصف للعبد صفة ذميمة،ولكنها صفة من صفات المدح الواجبة للكمال الإلهي المطلق. فالعبد الذي يتكبر أييتعاظم إنما يتكبر ويتعاظم على غيره من العباد، وهذا تكبر بلا مقتضى وبلا سند،فالناس سواسية كأسنان المشط مهما اختلفت درجاتهم، فاختلاف الدرجات والرتب لا يخرجأحدا عن كونه إنسانا، وكلنا في هذا الوصف سواء، وهو اختلاف لا يجعل أحدنا أعظم منأخيه، لأنه اختلاف لا فضل لنا فيه، إذ مرجعه إلي إرادة الله عز وجل وحكمته التيذكرها في قوله تعالى: أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمت ربك خير مما يجمعون "32" (سورة الزخرف) إن الآيةالكريمة صريحة في أن الله عز وجل رفع بعضنا فوق بعض درجات، فلا فضل لنا إذن في ذلك،وإن قال أحد: إنما أوتيته على علم عندي أو عمل قمت به فإننا نقول له إن علمك وعملكأيضا هبة من الله عز وجل، وقد أراد سبحانه بهذا التفاوت أن يجعل كلا منا مسخراللآخر. ولا يظن أحد أن هذا التفاوت يتنافى مع العدل الإلهي، ومن يظن ذلك فإننانقول له: إنك فهمت الآية فهما خاطئا؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يقسم عباده قسمين .. قسم مسخر، وقسم مسخر، بل جعل كلا منا مسخر ومسخر في آن واحد، فالذي يعمل فيتسليك المجاري ودورات المياه مسخر للطبيب والمهندس وغيرهما، وفي نفس الوقت فإنالطبيب والمهندس وغيرهما مسخرون لخدمة عامل المجاري .. بل إن ما يبذله عامل المجاريفي عمله وما يلاقيه من عناء لا يمثل مثقال ذرة مما عاناه الطبيب أو المهندس من الكدوالعناء طوال سنوات الدراسة وتحصيل العلم الذي يمكنه من أداء الخدمة التي يؤديهالهذا العامل. فالكل إذن مسخر ومسخر وفقا لمعنى الآية السابق، ومن أسباب التفضيلأيضا قوله تعالى: هو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفعبعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم"165" (سورة الأنعام) وهذه حكمة أخرى لتفاوت الدرجات ألا وهي الابتلاء،فالغني مثلا يبتلى فيما أوتي من سعة الرزق .. هل سيخرج زكاة ماله ويؤتي الصدقات أميكنز الأموال؟ والفقير يبتلى هل سيصبر على ضيق ذات اليد .. أم يعترض ويسخط؟ وهكذاالشأن في سائر النعم والنقم!! فإذا كان التفاوت بين العباد حادثا بإرادة الله عزوجل ولحكمته، وليس لنا فيه فضل، فإنه لا يصح أن يتصور أحدنا أنه أعظم أو اكبر منأخيه، ومن يتصور ذلك فهو متكبر، والتكبر في حقه صفة ذميمة، لأنه أراد أن يصف نفسهبما ليس لها، فمهما أوتي الإنسان من زينة الدنيا فهو إنسان وهو عبد الله عز وجل،ولن تخرجه ممتلكاته عن هذا الوصف، وقد أوضح لنا الحق جل وعلا موقفه من المستكبرينمن خلقه وأوضح لنا جزاءهم يوم القيامة فقال سبحانه: إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "60" (سورة غافر) وقال عز وجل:والذين كذبوابآيتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "36" (سورةالأعراف) وقال الحق سبحانه: إن الذينكذبوا بآيتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلجالجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين "40"}(سورة الأعراف) وقد مدحالله عز وجل عباده الذين لا يستكبرون عن عبادته في العديد من الآيات القرآنية منهاقوله تعالى: إنما يؤمن بآيتنا الذين إذا ذكروا بهاخروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون "15" (سورة السجدة) أما(المتكبر) كاسم من أسماء الله عز وجل وصفة من صفاته، فإنه من مقتضيات الكمال الإلهيالمطلق، وهو لا يعني أن الحق تبارك وتعالى يتكبر على عباده كما يفهم السطحيون،وإنما يعني أنه جل وعلا عظيم بذاته ومتعالي فوق عباده بحكم كونه الخالق الموصوفبصفات الكمال المطلق وبحكم كونهم المخلوقين من العدم والقائمين به عز وجل ولا قياملهم بدونه. والحديث عن الصفات الإلهية دون فهم معناها يوقع في الخطأ الجسيم والضلال المبين، وقد سمعنا من قبل مقولة أحد المستشرقين: أنه في الوقت الذي تصف فيهعقيدتنا السمحاء الخالق بالتواضع المطلق فإن الإسلام يصفه بالكبرياء المطلق، وهذاالقول إن دل على شيء فإنما يدل على جهله بمفهوم الصفات الإلهية في الإسلام، فمفهومهللتكبر والتواضع بالنسبة لله عز وجل كمفهومه للتواضع والتكبر بين الناس، وشتان بينهذا وذاك. إن العلاقة بيننا وبين الله عز وجل فيما يتعلق بالتكبر والتواضع هيأن الحق تبارك وتعالى هو (المتكبر) أي العظيم بذاته والمتعالي بذاته ونحن (المتواضعون) له، فإذا أردنا أن نتكبر على بعضنا البعض أو عليه عز وجل فقد خرجناعلى مقتضى التواضع الذي هو صفة لصيقة بنا وهذا محرم شرعا، وقد قال جل وعلا فيالحديث القدسي: (العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما ألقيته فيالنار) بينما التواضع في حق الله عز وجل خروج على مقتضى العظمة الذاتية والعلوالذاتي له جل وعلا، وهو تكلف غير جائز على الله تبارك وتعالى، وإذا قال زيد منالناس أنه يعامل الناس بتواضع فإنه في حقيقة الأمر متكبر؛ لأنه يشعر في دخيلة نفسهأنه افضل منهم وأعظم منهم ومع ذلك فهو يعاملهم بتواضع، وإن جاز أن يوصف إنسان بأنهمتواضع فإنه لا يجوز أن يوصف الله عز وجل بهذا الوصف لأن التواضع في اللغة من الضعةوهي الدنو، والدنو يليق بالمخلوق ولكنه لا يليق بالخالق عز وجل المتصف بصفات الكمالالمطلق. والكبرياء الإلهي عصمة من الانقياد لأحد، إذا كيف ينقاد الحق عز وجللغيره وهو المتكبر المتعالي عن صفات الخلق ولا يعلوه متكبر. فسبحان المتكبربربويته، المتكبر على الطغاة من خلقه الذي تذل له المخلوقات ولا يذل سبحانه لأحد،والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين، وإنما سمة العبيد الخشوع والتذلل. وسبحان الذيجعل التواضع سمة من سمات خلقه، بينما الكبرياء صفة من صفات كماله، لصيقة بذاته،قديمة قدمه، وسبحان الذي قال عن نفسه وقوله الحق: (هو الله الذي لا إله إلا هوالملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبارالمتكبر سبحان الله عما يشركون) كما قال سبحانه: (وله الكبرياء في السماواتوالأرض وهو العزيز الحكيم "37" (سورة الجاثية) عوده للقائمة الرئيسيّة | |
|