منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع
اهلا وسهلا بكم .. نسعد لتواجدكم .. تواصلكم الدائم معنا مبغانا ..من خلال منتدانا .. معا سيكون احلي منتدي ..
منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع
اهلا وسهلا بكم .. نسعد لتواجدكم .. تواصلكم الدائم معنا مبغانا ..من خلال منتدانا .. معا سيكون احلي منتدي ..
منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع

أدبـــي..... ثقــافـــي.....إســلامي .....شعــــر العاميـــه ......كل مــاينـفــع الـنـاس
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل
السلام عليكم .. أهلا وسهلا ومرحبا بكم في منتداكم .. وتواجدكم بيننا مبتغانا .. الدعاء أعذب نهر جرى ماؤه بين المتحابين في الله ..... ولأنني في الله أحبكم .. أهديكم من عذوبته .. بارك الله لك في عمرك وأيامك .. نرحب بمن يتواجد معنا للإشراف علي أقسام المنتدي .. نسعي وإياكم لما يرضي الله وينفع الناس ..يسعدنا تواجد العضوه الجديده " عائش "

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 الطريق إلي الشعر ... للأستاذ الشاعر القدير / عبد الله جمعه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 2444
تاريخ التسجيل : 12/06/2009

الطريق إلي الشعر ... للأستاذ الشاعر القدير / عبد الله جمعه Empty
مُساهمةموضوع: الطريق إلي الشعر ... للأستاذ الشاعر القدير / عبد الله جمعه   الطريق إلي الشعر ... للأستاذ الشاعر القدير / عبد الله جمعه I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 11, 2011 2:46 pm

اللقاء الأول

الحمد لله وكفى , والصلاة السلام على النبي المصطفى
إخوتي وعشيرتي من ( آل القناديل ) المشرقة ؛
اسمحوا لي أولا أن أذكر لكم أنني قد بدأت بنداء ( الآل ) وليس ( الأهل ) فالآل كانت في أصلها من مادة ( أ هـ ل ) وأبدلت الهاء همزة وأدغمت الهمزتان فأصبحتا في حال المد ( آل ) وهي بمعنى الأهل إلا أنها أصبحت بحسب استخدامها – على اللسان العربي المبين - لا تطلق إلا على العزيز الشريف في قومه فلا نقول ( آل الإسكاف ) وإنما نقول ( آل الرسول – آل الزعيم – آل الأمير ) لذلك ولعلمي بأقداركم فقد ناديتكم بقولي ( آل القناديل ) وأنتم أجدر الشعراء وأجدر مرتادي منتديات الإنترنت استحقاقا لهذا اللقب لما تتميزون به من رشاقة التعبير وقوة الفكر وعميق المعرفة والثقافة , ومن هنا جاء التفكير في إنشاء القسم فإننا – لا سمح الله – لا نعلم مبتدئين وإن كان هذا من ضمن أهدافنا ولكننا من خلال هذا القسم المستقل نسعى إلى اختلاق دائرة للجدل والتفاعل حول جميع العلوم الداعمة للمنتج الشعري , فليس تدارس الشعر مقصورا على تدارس العروض والقافية كما يظن البعض , فإن أوزان الشاعر واحدة من عشرات العلوم بل لا أبالغ إن قلت مئات العلوم التي يرتكن إليها الشاعر ليبتني فضاءه الشعري ويعمقه ويوسع رقعته حتى يصل إلى أن يرتقي سلم الخلود القولي ...
وعلى سبيل المثال لا الحصر فسوف نفتح دوائر جدلية حول علوم اللغة وعلوم النحو والصرف وعلوم البلاغة وعلم الأسلوب وعلوم المنطق والفلسفة والتاريخ وفلسفة التاريخ والفقه والشريعة والاجتماع وعلم النفس وعلم الحضارة والمدارس الفكرية الأدبية والنقدية في جميع أنحاء العالم وعمل دراسات مقارنة بين الآداب العالمية ودراسات مقارنة بين اللغات المختلفة مستعينين بكل من له باع وتخصص في هذا الأمر من أساتيذنا الكبار ومن ذلك مثلا أن نطرح نصا عالميا مثلا ونطلب من أديبنا وشاعرنا الكبير (عبد اللطيف غسري) أن يترجمه لنا لما له من باع عميق في ذلك ثم نضع أمامه نصا عربيا لأحد شعرائنا الكبار في المنتدى هنا ونقوم بعمل قراءات مقارنة بين النصين ونتداخل جميعا حول الطرح حتى نخرج منه بأدوات تدعم شاعر القناديل وكل شاعر يريد أن يصل إلى منصة الإجادة فالدرس سيكون على نصوص شعرائنا الكبار في القناديل ولن نطبق المبادئ العلمية والنقدية على نصوص عفا عليها الزمن وقتلت بحثا بل نحن في حاجة إلى أن ندرس على طاولة نصوص أدبائنا وشعرائنا الكبار هنا في القناديل أو في الساحة المعاصرة حتى يكون الدرس طازجا شهيا ثم نمر على علمي العروض والقافية كفرع من فروع العلوم الداعمة للمنتج الشعري ... ثم نعرج على كل ما يدعم الفكر الشعري من علوم وإن استدعى الأمر أن نتجادل حول الذرة أو الهندسة الوراثية بما أتانا الله من معرفة حتى نصل بالقسم إلى أن يصبح تراثا تاريخيا يعول عليه في حركة التطور الشعر التي أشعر أنها قادمة – بإذن الله – من القناديل لتتحول إلى ثورة تغيير في تاريخ الأدب العربي المعاصر لما لعلماء هذا المنتدى من قدرات على تحويل مسار التاريخ الأدبي إن اجتمعوا وسيجتمعون بحول من الله وقدرته ومشيئته ,,, ولا أكون مبالغا إن ادعيت أن هذه الحركة سوف يسجلها تاريخ الأدب لما ستتميز به من تفرد وريادة
من هنا أقول ؛ نحن لا نسعى إلى أن نضع تلميذا وأستاذا – حاشا لله – ولكننا نسعى إلى أن نفتح عقولنا جميعا على بعضها البعض حتى يثمر هذا الفتح عن ميلاد عقلية أدبية كبرى قادرة على التأثير في المجتمع الشعري العربي وربما العالمي بمشيئة الله وتحول مساره وتنبه العالم أن في العالم العربي عقليات تستحق أن يتوقف عندها التاريخ ويلتقط ما تحدثه من انفجارات فكرية
إذن فالداخل هنا لن يدخل بغرض الدراسة بقدر ما هو داخل بقصد التدارس وكل متفاعل هنا سيكون مؤثرا متأثرا , فلا يوجد عقل على وجه الأرض لا يملك معرفة تفرد بها ومن خلال الضخ الفكري فسنكون كلنا هنا معلمين متعلمين مؤثرين متأثرين كبيرا وصغيرا ولا فضل لأحد هنا على أحد بل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى سينسب لكل متفاعل بما يملك من فكر ... وحين سعينا إلى تسمية هذا القسم ( مدرسة الشعر ) إنما قصدنا أنها ستكون مدرسة مستقبلية لكل وافد جديد على المسرح الشعري يدخل هنا ليعلم أنه كانت هنا عقليات مفكرة أنشأت له مدرسة تورث في الفكر العربي الشعري والنقدي , فنحن نضع أساسا لصرح أدبي سيتحول في المستقبل إلى مدرسة تتعلم منها الأجيال وكان هذا هو القصد ... وحين أغلقنا قسم المحاضرات عن التعليقات لم نكن نعني غلق الباب على من يضيف وإنما حفظ تسلسل المحاضرات ولكننا إن وجدنا طرحا في قسم ( بين السائل والمجيب ) يستدعي أن ينقل إلى قسم المحاضرات ليصبح إضافة فسوف نقوم بنقله على الفور ليدخل سلسلة المحاضرات منسوبا لصاحبه فما كان التقسيم بغرض احتكار دائرة المحاضرات . نحن لا نسعى إلى أمجاد شخصية زائفة وإنما نسعى إلى مجد جماعي خالد يمجد كل من ساهموا فيه ويخلدهم ولنعلم جميعا أن خلود الفرد قادم مع خلود الجماعة , فاليد الواحدة التي تضرب على سطح الماء تنثر قليلا من الماء ولكن مجموعة الأيدي إن ضربت ضربة مجتمعة سوف تحدث إعصارا يحرك الأفق الشعري
هذه إطلالة أردت أن أضعها في صدر الحلقة الأولى حتى نبصر ما نحن مقدمون عليه ...
بارككم الله
قبل الخوض في غمار البناء الشعري كان لابد وأن نتساءل : ما مفهوم التجربة الشعرية ؟ ومم تتكون ؟ وما العناصر المكونة لها ؟ وكيف يمكن للشاعر أن يسعى إلى تمكين كل عنصر حتى يصل بتجربته إلى مستوى الشعر الحقيقي ؟
التجربة الشعرية : [هي ذلك الناتج الشعري الصادر من الشاعر إلى الجمهور المتلقي في صورة قصيدة محاولا من خلالها تمرير إحساس ما أوقيمة سلوكية بهدف التأثير في إدراك ذلك الجمهور ووجدانه من خلال إحداث الدهشة والمتعة .. ]
والتجربة الشعرية : لها عناصر مكونة لها انصهرت جميعها لتخرج في النهاية ذلك المركب الشعري الذي هو مزيج من تلك العناصر التي تداخلت في بعضها البعض أثناء عملية الخلق الشعري وفق معايير مقننة لها ..
مع ملاحظة : أن الشاعر يكون ملما بتلك العناصر وتلك القوانين متنبها لها أشد التنبه قبل دخوله ( اللحظة الإبداعية ) حتى لا توقف اللحظة الإبداعية للبحث عن قوانين تكوين الإبداع وإنما يتم استدعاء تلك الروافد من اللاوعي وبصورة آلية لا تتأتى إلا بعد مران ودُربة فلا يجد الشاعر عناء في تضفير تلك العناصر مع بعضها البعض ... فالتجربة الشعرية ( بنت اللاوعي من الوعي إلى الوعي ) بمعنى أن الشاعر حين يواجه مثيرا ما يكون واعيا وحين تنفعل له قريحته يبدأ في الخروج من حالة الوعي الكامل والدخول إلى حالة شبه اللاوعي لمعايشة وإنتاج تلك التجربة ثم الخروج إلى حيز الوعي بعد تحقق الميلاد الشعري ليعكف على تجربته واعيا مرة أخرى من أجل تنقيحها والسهر على تهذيبها وبلوغ الهدف المأمول منها ... وأنبه هنا أننا بعملنا هذا لا نتوجه إلى نوع من الشعر دون الآخر وإنما هو يعتني بكل ألوان الطيف الشعري فصيحا كان أم عاميا عموديا كان أم تفعيليا حتى ما طرح في الآونة الأخيرة من شعر منثور فسوف تمتد أطراف هذا العمل لتطاله وتغذيه , حيث وضعنا نصب أعينا أن لا عنصرية في الشعر , إذ أن التعنصر الشعري هو الذي أضعف هذا الفن وحول ساحته إلى معترك مقيت استنفذ طاقات الشعراء إلى غير ما خلقوا من أجله ...
إذن ؛ إن نظرنا للتجربة الشعرية فسنجد أنها ترتكن على ثلاثة دواعم أساسية هي ( الانفعال والوجدان – الفكر والتدبير – الأداء والتعبير ] وسنتحدث عن كل عنصر من هذه العناصر على حدة موضحين كيف يمكن تنمية هذا العنصر وما العلوم والروافد التي تدفع هذا العنصر إلى بلوغ النضج الشعري ...
العنصر الأول ( الانفعال الوجدان ) :
عبرت في محاضرات كثيرة وفي كواليس الجدل الشعري أن الوجدان هو سيد التجربة وما كل عناصر التجربة الشعرية - التي سنورد الحديث عن كل منها بالتفصيل في الحلقات القادمة – إلا خادم يعمل على حمل ذلك الوجدان إلى المتلقي ويمثل هذا الوجدان الفترة منذ بدء الاهتزاز النفسي لمثير ما سقط على سطح هذا الوجدان – داخليا كان أم خارجيا – وحتى يتسلم الفكر هذا التأثر النفسي ويعمل فيه ثقافته ووعيه وخبرته فيعيد ترتيبه وتنسيقه ... أو بمعنى آخر فترة الحضانة الشعرية التي تبدأ منذ التأثر بالمثير حتى التعبير عنه في صورة قصيدة
والوجدان الشعري نوعان :
الأول : وجدان خفيف ذو سطح رقيق سريع التاثر بأقل المثيرات التي تسقط عليه تماما مثل السائل الخفيف الذي يتوتر سطحه لأقل الأشياء وأخفها وزنا إذا سقطت عليه . ( نظرية توتر السطوح الفيزيائية )
وذلك الوجدان حقيقة هو معيار الحكم على الموهبة الصحيحة ومقياس الفطرة الشعرية السليمة فحين نستمع إلى شاعر مبتدئ جاء يتعلم أصول الشعر لا نملك من مقاييس للحكم على شاعريته سوى الوقوف على ذلك الوجدان الفطري حيث أن عناصر التجربة المتعلمة لا تكون قد ظهرت لدى هذا الشاعر , فنقف على أهم ما يشغل وجدانه وكيف يتناول ذلك الوجدان تفاصيل الحدث ودرجة استجابته لمفردات الحدث كما سيأتي تفصيله في هذه الحلقة
وهو ما يدفعني إلى القول بحكم لا يقبل الجدل أننا نحكم على صدق ونقاء الموهبة من خلال صدق ونقاء الوجدان وقدرته على التقاط أدق المثيرات لا بقدرته على التأثر بأقوى المثيرات .. فالوجدان الذي ينفعل لأقل المثيرات التي قد ترى تافهة حين يتعرض لمثير من العيار الثقيل فإنه يحدث أعاصير شعرية خاصة إذا وقف على أصول التجربة وكيفية إقامة البناء الشعري .
ولنكون موضوعيين سأضرب مثالين على هذا النوع من الوجدان ؛ أحدهما تراثى , والآخر عصري حتى نقف على كيفية الحكم على ذلك الوجدان بأنه من ذلك النوع الخفيف سريع التأثر
مثال تراثي :
( ذلك عنترة بن شداد سيد شعر الفطرة النقية بلا منازع عبر تاريخ الشعر العربي قد تأثر بالذباب وهو مثير تافه قليل الشأن لم يلتفت إليه وجدان شعري آخر ولكن وجدان عنترة أبى إلا أن يتأثر بهذا المثير وانفعل له وعبر عنه بواحدة من أروع الصور في تاريخ التصوير الشعري العربي إذ قال :

وخلا الذباب بها فليس ببارح غردا كفعل الشارب المترنم
هزجا يحك جناحه بجناحه قدح المكب على الزناد الأجذم

ولنتصور رجلا مبتور الذراعين يمسك عصاة بين عضديه تتأرجح منه ولا يستطيع لها تثبيتا فالذباب الذي يحك جناحيه في بعضهما البعض إنما هو شبيه ذلك مقطوع الذراعين ...
وحقيقة الأمر ؛ إن الوجدان القادر على التقاط ذلك المثير حين يتعرض لمثير قوي فلن ينفعل له انفعالا قويا فحسب وإنما سيكون قادرا على إحداث إعصار شعري وسيكون أيضا قادرا على التقاط أدق تفاصيل المثير ونسجها ووضعها داخل الإطار التعبيري بما يخدم دقة الصورة الشعرية ...
وهذا النوع من الوجدان يمر في رحلته الشعرية بمرحلتي نضج متتاليتين هما :
1 – المرحلة الفطرية البدائية :
وهي تلك المرحلة التي يتحرك فيها الشاعر بفطرته الوجدانية على حالها البكر غير مدعومة بنوع من الوعي أو النضج الفني وهذا ليس عيبا وإنما على الشاعر في تلك المرحلة أن يتخذ من هذه المرحلة سلما لارتقاء المرحلة الأعلى كما سيلي ...
وسأضرب مثلا بشاعر عامي سكندري توفاه الله قريبا قبل أن يخرج من تلك المرحلة حيث لم يجد من يأخذ بيده ليبلغ مراحل النضج الوجداني التالية ... شاعر اسمه ( عبد الحميد رمضان ) رحمه الله لو كان القدر أمهله ووجد من يوجه تجربته الفطرية إلى النضج الوجداني لأصبح واحدا من قامات الشعر العامي في العالم العربي .
فقد كان – رحمه الله – ذا سطح وجداني أملس شفاف يتأثر لأقل المثيرات ويتوتر لها وكان وجدانه قادرا على التقاط أدق تفاصيل المثير يقول في إحدى قصائده بالعامية المصرية :
شايله الواد بتطبطب فيه
تدعي المولى عشان يهديه
أصله ولدها الغالي عليها
الابن الغالي الله يخليه
نِنّه نام , نِنّه نام
يابني وادبح لك حمام
فزّ الواد من نومه وقام
قال لها يامَّه قولي لي بكام
دا احنا الفول بنجيبه بعافيه
واللا وعودك بس كلام
طب ما تقولي نجيب لك لقمه
ونغمسها بملح طعام
أحسن نحلم باللي ناقصني
عقلي يشت يا ست حرام
سايق ربي عليكي يا شيخه
إن تشدي ف بطني حزام
وامّا نعيّط تبقي تقولي
رايحه نجيب لك لقمه قوام
راحت في النوم المسكينه
أما الواد
ما عرفش ينام
(وقد ضربت المثال بهذا الشاعر وتلك القصيدة لثلاثة أهداف : أ ) إظهار مدى الفطرة النقية في تناول الحدث على الرغم من عدم دعمها بأي داعم معرفي أو فكري فالتجربة بسيطة بساطة الحدث ذاته
(ب) إظهار مدى شفافية السائل الوجداني عند هذا الشاعر وقدرته على الانفعال بالمثير وإن كان تافها وتحويله إلى تجربة قد تؤثر في المتلقي بمنتهى القوة تماما كعنترة حين وصف الذباب
(ج) إثبات أن عملنا هذا ليس القصد منه التعنصر لنوع معين من الشعر وإنما كما أعلنت في بادئ كلامي إن أطراف هذا العمل ستمتد لتطال كل ألوان الطيف الشعري
نقف هنا على تلك التجربة ونسأل : ما المثير الذي حرك وجدان الشاعر ليخرج لنا تلك التجربة ؟ بالنظر إليها سنجد مثيرا قليل الأهمية عند الكثيرين منا يمر علينا مر الكرام دون أن نلتفت له ممثلا في غناء موروث شعبي تغنيه كل أم لوليدها كي يدخل إلى سكرات النوم .. تنشدها الأم الغنية لابنها والأم الفقيرة أيضا المعدمة التي لا تملك قوت يومها . وعلى ضآلة حجم المثير إلا أن السائل الوجداني الخفيف للشاعر ( انظر نظرية توتر السطوح الفيزيائية ) قد التقطه وتوتر له وانفعل به والتف حوله ليعالج به قضية من أهم القضايا المعاصرة وهي الفقر ... وأقول ؛ لو كان القدر أمهل هذا الشاعر وعاش ووجد من يوجه طاقته الشعرية لأصبح واحدا من هؤلاء الأساطين الذين أثروا وجداننا من شعراء العامية الكبار .
2 – مرحلة النضج الوجداني الموجه :
في هذه المرحلة يكون الشاعر قد أدرك أنه يملك ذلك النوع من الوجدان سريع التوتر والانفعال لأقل المثيرات – سواء أأدرك ذلك بعين ذاته أم هناك يد تولته ونبهته وسعت إلى توجيهه – ومن ثم فإنه يتجه طواعية إلى المرحلة الثانية من مراحل النضج الوجداني وهي مرحلة النضج الوجداني الموجه حيث يكون على التوازي قد بدأ في دعم رافده المعرفي الفكري حيث سيأتي إيضاحه في العنصر الثاني من عناصر التجربة الشعرية ( الفكر ) ومن ثم يبدأ في توجيه هذا الوجدان إلى القضايا التي تمس مجتمعه بصورة أكثر وعيا وعمقا ...
ولنضرب مثلا بشاعر سكندري عامي آخر – ومع سياق المحاضرات سوف ندخل إلى دائرة مبدعينا من شعراء القناديل حتى نتخذ منهم مضربا للمثل ودائرة للتدارس – هو الشاعر السكندري " عادل عوض سند " ذلك الشاعر الذي وصل بتجربته الوجدانية إلى مرحلة النضج الوجداني الموجه حيث نجح فكره الناضج في توجيه وجدانه إلى الاقتراب من التجارب والمثيرات القومية فأحدث وجدانه قوة هائلة من الطاقة الشعرية التي أثرت وما زالت تؤثر في مجتمعه المحيط ... وسأستعرض لكم واحدة من قصائده بعنوان ( جرعة وطن ) لنقف على مكمن النضج في توجيه الوجدان الشعري لديه
فوق اللي فاضل
من حصيرة فرشتي
مددت رجلي المتعبة
ورجعت بالضهر لِوَرَا
وإيديّه خلفي مشبكه
دارت عينيه بدمعها
تفحص حيطاني الأربعه
في أوضه فاضيه مخربقه
ومحاره تنفر رملها ..
مع كل خطوه مسربعه
لابن الجيران
تعمل موسيقى ع الورق
جنب الحيطان
أوراق جرايد مهمله
بابرم ساعات
منها الكتير
ونسد بيها
شقوق في بابي مبينه
كل اللي رايح واللي جاي
واهو ..
منها بافرد ع الحيطان
علشان ما اعلّق هدمتي
مسمار .. وشابك بنطلون
مش فاكره .. كان
من أي لون !!
قرب يقع
رغم الجيوب الأربعه
ما شافتش عمله من زمن
ورموز لمصر الخالده
صوره قديمه للهرم
والنيل كمان
فوق منّهم
صورة ( جمال )
ورف شايل كام كتاب
هلكان ومال
على كرسي راحت قاعدته
ورجل واقعة من سنين
خاصمت وسابت ركبته
باشحطها في الباب وأقفله
والراس تدور
وأقول خلاص حان الأجل
والعين تحس بزغلله
وأحس صدري بينقبض
آخد شهيق
بتراب وفيه ريحة البلد
تزفر عينيه بالدموع
تسأل تقول :
فين البلد ؟
ويجيني صوت راديو الجيران
واسمع بقى
( مصر التي في خاطري وفي فمي )
ما اعرفش ليه رغم الشقا
( أحبها من كل روحي ودمي )
وامسح دموعي بجلد كتفي والتقي
جرنان قديم .. بنداري بيه
كسر القزاز
مكتوب عليه !!
( عدم المساس )
ووعود ماليها أي صحه من الأساس
تاريخه من عشرين سنه
أبلع في ريقي اللي ساعات
بيمرره تصريح سخيف
وابعد براسي وابتسم
لما لقيت حكمه تقول :
( الصبر مفتاح الفرج )
وكنت صابر ربما ؛
ييجي الفرج
واسمع لجلد البطن صوت ؛
لما افتكر شيء من رغيف
فاض من فطار يوم التلات
وأمد إيدي ننفضه
من نمل فيه عشش وبات
يكسر صلابة لقمتي
عند الحياه
اللي خلاص راح تنتهي
ما اعرفش فاضل فيها كام
يمكن يكون ؛
فاضل لي يوم
أو بعض يوم
أصل الطبيب حدد وقال :
آخره الخميس
يعني النهارده
وقول ساعات
وح ينتهي مرضي الطويل
اللي انكتب فيه صفحتين
تقرير لمدمن مات حقير
سطره الأخير
فيه كلمتين :
( تعاطى جرعة زائدة ..
من شيء خطير ..
أنهى حياته البائسة )
وبحبر تاني مختلف
كان بين قوسين :
( شامم .. وطن )
ولسه صوت راديو الجيران ؛
بيقول غنا
كان الأجل لحظتها حان
آخر نفس ..
( من منكمو يحبها مثلي أنا )

مثــ .... لي ... أنـــــــــــــ ؟ !!!
إن هذا القصيدة تمثل زلزالا مدويا يهد أركان النفس البشرية المتلقية لها ويحقق مقولتي – أن الشاعر قوة مؤثرة في سلوك المجتمع المحيط – وقد تكون قصيدة كهذه قادرة على تحريك وجدان أمة بأسرها .. لننظر إلى الدقة المتناهية في التقاط الصورة بأدق تفاصيلها . كل التفاصيل والانفعال الصادق لكل مفردة من مفردات اللوحة الكلية التي تقوم على نسج تلك التفاصيل . ثم ننظر إلى ذلك النضج الموجه الذي يوظف كل جزئية في مكانها الملائم من اللوحة مهما كانت هذه الجزئية متناهية في الصغر ومرجع ذلك إلى ذلك النوع من الوجدان الموجه القادر على تحريك الانفعال وتوجيهه إلى طاقة خلاقة تعالج قضايا المجتمع المحيط وتؤثر في سلوك أهله
انتظروني في الحلقة القادمة نتحدث عن النوع الثاني من الوجدان ( الثقيل ) وكيف يكون انفعاله باردا تجاه المثير حتى وإن كان المثير قويا
وفي انتظار تساؤلاتكم في باب
( بين السائل والمجيب لنتحاور حول هذه الحلقة )
عبد الله جمعة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dyeeldinelbry.ahlamontada.com
 
الطريق إلي الشعر ... للأستاذ الشاعر القدير / عبد الله جمعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رد الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثانيه)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الثالثة)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الرابعه)
» الطريق إلي الشعر .. للأستاذ الشاعر / عبد الله جمعه (الحلقه الخامسه)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي ...ضياء الدين البري ....يرحب بكم.... في عالم الإبداع :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: مدارس الشعر ( لمن يريد الاستفاده )-
انتقل الى: